الجمعة، 31 يناير 2025

موقع السابقون للشيخ محمود امين العاطون

موقع السابقون للشيخ محمود امين العاطون

https://maa.do.am/

الاحاديث النبوية الصحيحة

 1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم


2- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً) رواه مسلم


3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم


4- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا: يا رسول الله: ومن يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى) رواه البخاري


5- عن أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رغب عن سنتي فليس مني) رواه البخاري ومسلم


6- عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري ومسلم


7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) رواه مسلم


8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم


9- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان) رواه البخاري ومسلم


10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة) رواه البخاري ومسلم


11- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: (سبقت رحمتي غضبي) رواه البخاري ومسلم


12- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمنُ ما حرم عليه) رواه البخاري ومسلم


13- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ومسلم


14- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري


15- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين) رواه مسلم


16- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيِّا من الإبل في عُقُلها) رواه البخاري ومسلم


17- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرإ القرآن في شهر) قلت: إني أجد قوة حتى قال: (فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك) رواه البخاري ومسلم


18- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) رواه البخاري ومسلم


19- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم


20- عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سور البقرة في ليلة كفتاه) رواه البخاري ومسلم


21- عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال) رواه مسلم


22- عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) رواه البخاري ومسلم


23- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم


24- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات)، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) رواه البخاري ومسلم


25- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام) رواه مسلم


26- عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور) رواه البخاري ومسلم


27- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار) رواه البخاري


28- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار) رواه مسلم


29- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من غير منار الأرض) رواه مسلم


30- عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم


31- عن بريدة بن الحُصيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك صلاة العصر حَبِط عملُه) رواه البخاري


32- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتِر أهلَه ومالَه) رواه البخاري ومسلم


33- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم


34- عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم


35- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ظلم قِيد شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أرَضِين) رواه البخاري ومسلم


36- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم


37- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (ذكرك أخاك بما يكره) قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) رواه مسلم


38- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء) رواه البخاري ومسلم


39- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا) رواه مسلم


40- عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَعْنُ المؤمن كقتله) رواه البخاري ومسلم


41- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا) رواه البخاري ومسلم



42- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار، أبعد ما بين المشرق والمغرب) رواه البخاري ومسلم


43- عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم


44- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لا يَرحم لا يُرحم) رواه البخاري ومسلم


45- عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة) رواه البخاري


46- عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما يزال الرجل يسأل حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم) رواه مسلم


47- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف) رواه البخاري ومسلم


48- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر) رواه البخاري ومسلم


49- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد، ذهبا ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه) رواه البخاري ومسلم


50- عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله) رواه البخاري ومسلم


51- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: والذي فلق الحبة، وبرأ النَسَمة، إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي: (أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق) رواه مسلم


52- عن جُبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخلُ الجنةَ قاطعُ رحِم) رواه البخاري ومسلم


53- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل الجنة نمام) رواه البخاري ومسلم


54- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخلُ الجنةَ من لا يأمنُ جارُه بوائقَه) رواه مسلم


55- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) رواه البخاري ومسلم


56- عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه"، وقال: (هم سواء) رواه مسلم


57- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخاري


58- عن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه البخاري ومسلم


59- عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبدالله، ورسوله) رواه البخاري


60- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون) رواه البخاري ومسلم


61- عن بعض أزواج النبي رضي الله عنهن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرّافاً فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاةٌ أربعين ليلة) رواه مسلم


62- عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير، والخمر والمعازف) رواه البخاري، والحِرَ الفرج، والمعنى أنهم يستحلون الزنا.



63- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كَذِبا أن يُحدث بكل ما سمع) رواه مسلم


64- عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من جر ثوبه خُيلاء لم ينظرِ الله إليه يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم


65- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم


66- عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة) قلنا: لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم


67- عن مَعْقِل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبديسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة) رواه البخاري ومسلم


68- عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع) قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: (لا، ما صلوا) رواه مسلم


69- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله)، قال: (إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان) رواه البخاري ومسلم


70- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم


71- عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته) رواه البخاري ومسلم


72- عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) رواه مسلم


73- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يُردِ الله به خيرا يُصِب منه) رواه البخاري


74- عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصَب ولا وصَب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه) رواه البخاري ومسلم



75- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يلدغ المؤمن من جُحر واحدٍ مرتين) رواه البخاري ومسلم


76- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم


77- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه) رواه مسلم


78- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم) رواه البخاري ومسلم


79- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) رواه البخاري ومسلم



80- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) رواه البخاري


81- عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) رواه البخاري ومسلم


82- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثا. رواه مسلم


83- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) رواه البخاري ومسلم


84- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) رواه مسلم


85- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حُجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره) رواه البخاري ومسلم


86- عن الأغر المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة) رواه مسلم


87- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفرُ لهم) رواه مسلم


88- عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) رواه البخاري



89- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لَلـَّهُ أشدُّ فرحاً بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها) رواه مسلم


90- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه) رواه مسلم


91- عن النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البِر والإثم فقال: (البِر حسن الخُلُق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم



92- عن أبي ذرّ الغِفاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه مسلم


93- عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) رواه البخاري ومسلم



94- عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملَك: ولك بمثل) رواه مسلم



95- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) رواه مسلم



96- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم


97- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه البخاري

 

98- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم

 

99- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) رواه البخاري ومسلم



100- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم


أحكام التجويد

 أحكام الاستعاذة والبسملة الاستعاذة معنى الاستعاذة: الاعتصام بالله واللجوء إليه، وقد قال الله -عزَّ وجلّ- في كتابه العزيز: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ)،[١] وقد أمر الله بالاستعاذة عند قراءة القرآن، وهي أدب من آداب التلاوة يُستحبّ البدء بها، ويأتي موقعها قبل الشروع بالقراءة، فيُفتتح بها قراءة القرآن بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".[٢] البسملة معنى البسملة قول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وهذا اللفظ -أي البسملة- هو اختصار لها، وهي مشروعة للفصل بين السور، وهي عند الكثير من العلماء واجبة دون سورة براءة والأنفال، فلا يُفصل بينهما بالبسملة.[٣] فيديو قد يعجبك: أحكام النون الساكنة والتنوين هناك أربع أحكام ينبغي مراعاتها عند التقاء النون الساكنة أو التنوين مع الأحرف الهجائية الأخرى،[٤] وفيما يأتي بيان هذه الأحكام: الإظهار يُعرّف الإظهار لغةً بأنَه البيان، والمقصود بهِ اصطلاحاً هو إظهار النون الساكنة أو التنوين عند أحد حروف الحلق التي تأتي بعد النون الساكنة أو التنوين، وهي مجموعة في أوائل حروف كلمات: "أخي هاك علما حازه غير خاسر"، وقد تلتقي النون الساكنة مع أحد أحرف الإظهار في نفس الكلمة، كما ورد في قول الله -تعالى-: (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ).[٥][٦] حيث التقت النون الساكنة مع الهمزة في المثال الأول في كلمة: "ينأون"، وقد تلتقي النون الساكنة بأحد أحرف الإظهار في كلمتين منفصلتين، كما ورد في قول الله -تعالى-: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا)،[٧] حيث التقت النون الساكنة بالهمزة في: "مَنْ آمَنَ".[٦] أمَّا التنوين فلا يلتقي بأحرف الإظهار إلاّ في كلمتين منفصلتين، كما ورد في قول الله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)[٨] حيث التقى التنوين بالهمزة في: "كُلٌّ آمَنَ".[٦] الإدغام يُعرّف الإدغام لغةً على أنَّه إدخال الشيء في الشيء، أمّا اصطلاحاً فهو إدخال حرف ساكن بآخر متحرِّك، بحيث يصبحان حرفاً واحداً مشدَّداً، والمقصود به هنا أن يتمَّ إدخال حرف النون الساكن أو التنوين في أحد حروف الإدغام التي تأتي بعده، وهي: "الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، النون"، والمجموعة في كلمة: "يرملون"، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الإدغام ينقسم إلى إدغامٍ بغنّة، وإدغامٍ بغير غنّة.[٩] والغنة صوتٌ رخيم يخرج من الأنف، أمّا أحرف الإدغام بغنة فهي أربعة مجموعة في كلمة: "ينمو"، فإذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الأحرف وجب إدغامها بغنّة، كما ورد في قول الله -تعالى-: (وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا)،[١٠] حيث التقت النون الساكنة بحرف الياء في: "مَن يَعمَل". أمّا الإدغام بغير غنّة فأحرفه: "الراء، واللام"، فإذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذين الحرفين وجب إدغامها بغير غنّة، كما ورد في قول الله -تعالى-: (قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأسًا شَديدًا مِن لَدُنهُ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا حَسَنًا)،[١١] حيث التقت النون الساكنة مع حرف اللام في: "مِن لَدُنهُ".[١٢] الإقلاب يُعرّف الإقلاب لغةً على أنَّه تحويل الشيء عن وجهته، أمّا اصطلاحاً فهو إبدال حرف مكان حرفٍ آخر مع مراعاة الغنةّ في الحرف الأول، ويأتي الإقلاب عند التقاء النون الساكنة أو التنوين بحرف الإقلاب وهو حرف الباء، حيث تُقلب النون أو التنوين وتُلفظ ميماً. كما ورد في قول الله -تعالى-: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)،[١٣] حيث التقت النون الساكنة بالباء في كلمة: (أَنبَتْنَا)، والتقى التنوين مع الباء في: "زَوْجٍ بَهِيجٍ".[١٤] الإخفاء يُعرّف الإخفاء لغةً بالستر، أمّا اصطلاحاً فهو إخفاء النون الساكنة أو التنوين مع غنّة بدرجةٍ أدنى من الإدغام عند مجيىء أحد حروف الإخفاء بعدها، وحروف الإخفاء هي باقي حروف اللغة العربية باستثناء أحرف الإظهار وأحرف الإدغام والإقلاب.[١٥] وهي مجموعة في أوئل أحرف كلمات البيت القائل: "صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما، دم طيباً، زد في تقى، ضع ظالماً"، فيجب إخفاء النون الساكنة أو التنوين إذا التقت مع أحد أحرف الإخفاء، ويأتي في كلمة كقوله -تعالى-: (الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ)،[١٦] وقد يأتي في كلمتين كما في قول الله -تعالى-(رِيحاً صَرصَراً).[١٧][١٥] أحكام الميم والنون المشددتين تجب الغُنَّة في الميم والنون المشدّدتين بمقدار حركتين، والحركة تعني المدَّة الزمنية اللازمة لقبض الأصبع أوبسطه، ويُطلق على كلّ منهما حرفٌ أغَنّ، أو حرف غنّة مثل كلمة: (هَمَّازٍ).[١٨] أحكام الميم الساكنة تُعرَّف الميم الساكنة بأنّها الميم التي لا حركة لها، والواقعة بعد حروف الهجاء ما عدا حروف المدّ، وهناك ثلاثة أحكام للميم الساكنة عند التقائها مع باقي الأحرف، ويمكن بيان هذه الأحكام فيما يأتي:[١٩] الإخفاء الشفوي حيث يجب إخفاء الميم الساكنة عند التقائها بحرف الباء فقط، كما في قول الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ)،[٢٠] ويُطلق على هذا الحكم الإخفاء الشفوي لأنَّ الميم والباء يخرجان من الشفتين.[٢١] الإدغام الشفوي هو أن تأتي ميم ساكنة في آخر الكلمة وبعدها ميم متحركة، فتُدغم الميم الأولى بالثانية فتصبحان ميماً واحدة مشدَّدة مع الغنّة، كقوله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)،[٢٢] ويسمَّى أيضاً بإدغام المتماثلين.[٢٣] الإظهار الشفوي حيث يجب إظهار الميم الساكنة عند التقائها بباقي الأحرف بدون غنّة باستثناء حرفي الإدغام والإخفاء، وهما الميم والباء، كما في قول الله -تعالى-: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[٢٤][٢٥] أحكام الإدغام إدغام المتماثلين هو أن يأتي حرفان متماثلان مخرجاً وصِفة، فيدغم حرفٌ بحرفٍ مثله، بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً، ومثاله في قوله -تعالى-: (اذهب بكتابي هذا).[٢٦][٢٧] إدغام المتجانسين هو إدغام حرفين متشابهين، متَّحدان في المخرج ومختلفان في الصفة، فيصبحان حرفاً واحداً مشدداً، كما في قول الله -تعالى-: (يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا).[٢٨][٢٩] أحكام اللام الساكنة وتقع في خمسة مواطن:[٣٠] أحكام اللام (أل) الداخلة على الأسماء النكرة لتعريفها وتقع قبل أحرف الهجاء ماعدا أحرف المد الثلاثة الساكنة، ولها حكمان: الإظهار والإدغام، والإظهار يأتي إذا وقع بعدها أحد الأحرف الأربعة عشر في جملة "ابغ حجك وخف عقيمه"، مثل كلمة " بالبرِّ"، أمّا الإدغام فهو أن يأتي بعدها أحد الأحرف الأربعة عشر الأخرى. أحكام لام الفعل هي اللام التي تأتي في الفعل، سواءً أكان هذا الفعل ماضياً أم مضارعاً أم أمراً، وسواء أكانت متوسطة أم متطرفة، ولها حكمي الإظهار والإدغام، أمّا الإظهار أن يقع بعد اللام أي حرف باسثناء اللام والراء، مثال: (أَنْزَلْناهُ)، أمّا الإدغام هو أن يأتي بعد اللام إمّا راء أو لام، مثال: (قُلْ رَبِّ). أحكام لام الأسم هي اللام التي تكون أصلية في الاسم وليست مدخلة عليه، وتأتي مُظهرة دائماً مثل: (الْقَمَرِ). أحكام لام الحرف وهي اللام التي تكون جزءاً أصيلاً من بنية الحرف، وتوجد في القرآن الكريم في حرفين لا ثالث لهما هما: (هل، بل)، ولها حكمان الإظهار والإدغام، والإدغام أن يأتي بعد اللام أحد الحرفين الراء أو اللام، مثل: (بَلْ رَفَعَ)، أما الإظهار فهو أن يأتي بعد اللام أي من باقي حروف اللغة العربية، مثل: (هَلْ يَسْتَوِي). أحكام لام الأمر وهي لام زائدة على بنية الكلمة، وموقعها قبل الفعل المضارع، وحكمها الدائم هو الإظهار، مثل: (لْيَقْضُوا). أحكام التفخيم والترقيق تقسم الحروف في علم التجويد إلى أحرف مفخمة دائماً وأخرى مرقَّقة، والنوع الثالث يأتي فيه كِلا الأمرين، والتفصيل فيما يأتي:[٣١] أحرف مفخمة دائماً وهي تُسمّى أحرف الإستعلاء وهي في جملة (خص ضغط قظ) كما في حرف الخاء من كلمة: (يَخْشَى). أحرف مرققة دائماً وتُسمّى أحرف الاستفال، وهي جميع الحروف ما عدا الراء واللام والألف، كما في حرفي التاء والنون من كلمة: (تَنزِيلا). أحرف مفخمة تارةً ومرقَّقة تارةً أُخرى وهي الألف: إذا جاءت بعد حرف من أحرف الاستعلاء فتُفخم، مثل الطَّامَّةُ، الصَّاخَّةُ، وإلّا فإنَّها ترقَّق. اللام: وهي مرقّقة دائماً ما عدا اللام الموجود في لفظ الجلالة، فإنّها تُفخَّم إذا سُبقت بضم أو فتح، وتُرقَّق إذا سبقها كسر عارض أو أصلي. الراء: وتُفخَّم إذا كانت مفتوحة أو مضمومة دون النظر لموقعها، مثل: (رَؤُفٌ، تَذَكَّرُ)، ويُلحق بها الراء الساكنة المسبوقة بمفتوح أو مضموم أو كسر عارض، مثل: (أَمِ ارْتابُوا)،[٣٢]وإن كانت ساكنة وبعدها بنفس الكلمة حرف استعلاء فإنها تُفخَّم أيضاً: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)،[٣٣] وتُرقَّق إن كانت مكسورة سواءً في أول أو وسط أو آخر الكلمة: (قَرِيبٌ، الْفَجْرِ)، أو إذا سُبقت بكسرٍ أصلي: (الْفِرْدَوْسِ). أحكام المدود يُعرّف المدّ لغةً بالمطّ والزيادة، أمّا اصطلاحاً فيُعرّف بأنّه إطالة الصوت بأحد أحرف المدّ الثلاثة، وهي: "الألف المفتوح ما قبلها، والواوالمضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها"، وهي مجموعة في قوله -تعالى-: (نوحيها إِلَيكَ).[٣٤][٣٥] وينقسم المدّ إلى قسمين رئيسيين وهما: المدّ الفرعي، والمدّ الطبيعي، وفيما يأتي بيانهما: المد الطبيعي (الأصلي) هو المدّ الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ويكفي لوجوده وجود أحد حروف المدّ، ولا يكون قبل حرف المدّ همزة ولا بعده همز ولا سكون، ويُمدّ بمقدار حركتين، ومثاله في قول الله -تعالى-: (بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرً).[٣٦] المد الفرعي ينقسم المدّ الفرعي إلى قسمين اثنين بيانهما فيما يأتي:[٣٧] مد فرعي بسبب الهمز: ويُقسم أيضاً إلى أنواع، وهي: مد البدل وشبيه البدل: أمّا البدل فجاءت تسميته من ضرورة إبدال الهمزة الثانية إلى حرف مدّ من جنس الهمزة الأولى، وذلك في حال كانت الهمزة الأولى ساكنة والثانية متحركة في أوّل الكلمة، ومن الأمثلة على ذلك: (الَّذِينَ اوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ)،[٣٨] أمّا الشبيه بالبدل فهو المدّ الناجم عن حرف المدّ الواقع بعد الهمز في وسط أو آخر الكلمة، ومثاله: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)،[٣٩] ويجدر بالذكر أنّ مدّ البدل وشبيه البدل يُمدّان بمقدار حركتين، وحكمه الجواز. المد المتصل: يُطلق مصطلح المدّ المتصل على المد الناشئ عن التقاء حرف المد والهمزة في كلمة واحدة: (قروء)،[٤٠] بحيث تكون الهمزة بعد حرف المدّ، ويُمدّ أربع حركات كوجه مُقدّم في الأداء، ويجوز مدّه خمس حركات، وحكمه الوجوب. المد المنفصل: وهو المد الناشئ عن التقاء حرف المد والهمزة بكلمتين مختلفتين، ومثاله: (إنّا أعطيناكَ الكوثَر)،[٤١] بحيث يكون حرف المد في نهاية الكلمة الأولى والهمزة في بداية الكلمة الثانية، ويُمدّ بمقدار أربع أو خمس حركات، وحكمه الجواز. ويجدر بالذكر أنّ الوقوف على الكلمة الأولى تُزيل سبب المدّ، أمّا في حال عدم الوقوف عليها فيمكن مدّها أربع أو خمس حركات، والمُقدّم مدّها أربع حركات، وقد عدّ العلماء مدّ الصلة من المدود التي تتبع المد المنفصل، ويتمثل مدّ الصلة بمدّ الهاء في آخر الكلمة عندما تتبعها همزة في بداية الكلمة التي تليها مباشرة، كقوله تعالى: (مالهُ أخلده).[٤٢] مد فرعي بسبب السكون: يُقسم هذا المدّ أيضاً إلى أنواع بيانها فيما يأتي:[٤٣] المد اللازم: حكمه الوجوب، ويُمدّ بمقدار ست حركات، وهو المدّ الناشئ عن التقاء حرف ساكن سكون أصليّ بحرف مدّ، بحيث يكون حرف المدّ هو الأول، ويُقسم إلى كلمي وحرفي، وكلّ منهما يُقسم إلى مثقّل ومُخفّف، ومن أمثلته قول الله -تعالى-: (ولا الضَآلِّين).[٤٤] المد العارض للسكون: وقد سُمّي بهذا الاسم لأنّ السكون عارض بسبب الوقف، ولا يُعتبر المدّ عارضاً للسكون إلّا في حال الوقوف على الكلمة التي يسبق آخر حرف فيها حرف مدّ، ومثاله: (الرَّحِيمِ).[٤٥] مخارج الحروف يُعرَّف المخرج لغةً بالمجرى، أمّا في الاصطلاح هو المجرى الذي يمرُّ به الحرف عند النطق به، ويُميّزه عن غيره، وهي خمسة مخارج: الحلق، والجوف، والخيشوم، والشفتان، واللسان، وفيما يأتي ذكرها مع التفصيل:[٤٦] الجوف وهو الفراغ الممدَّد من الصدر حتى الحلق، ومنه يخرُج أحرف المدّ الثلاث الساكنة (ا، و، ي)، كالألف في كلمة: (الرَّحْمَٰنُ). الحلق ويتكون الأول من أقصى الحلق؛ أي أبعد نقطة في الحلق عن الفم، ومنه حرفا الهمزة والهاء (ه، ء)، والثاني: وسط الحلق، ومنه حرفين هما العين والحاء (ع، ح)، والثالث: أدنى الحلق، ومنه الحرفين الغين والخاء (غ، خ)، ومثال الهاء في كلمة (هاجَروا). اللسان ويقسم أيضاً لثلاثة أقسام؛ الأول: أقصى اللسان، وله حرفان هما: (ق، ك)، والثاني: وسط اللسان، ويخرج منه الحروف: (ج، ش، والياء غير المدية)، والثالث: من طرف اللسان، وحروفه: (ض، ل، ن، ر، ط، د، ت، ص، س، ز، ث، ذ، ظ، ف)، كالقاف في كلمة (اقْتَربَ). الشفتين وهي الحروف التي تخرج من خلال تحريك الشفتين وهي: (ب، و، م)، ومثالها الميم في كلمة: (عَلَيهِم). الخيشوم وهو المجرى الذي تخرج منه الغُنَّة، وحروفه النون الساكنة والتنوين عند الإدغام بغنّة، أو عند إخفائهما، والميم الساكنة المُخفاة، والميم والنون المشدَّدَتين. صفات الحروف الصفة لغةً هي ما بالشيء من المعنى، أمَّا اصطلاحاً فهي ما يتعرَّض للحرف أثناء خروجه من المجرى، وهي مقسومة في قسمين: أولاً: صفات لها أضداد وصفات لا أضداد لها، وفيما يأتي بيان هذه الصفات:[٤٧] الهمس والجهر والهمس هو جريان النفس عند نطق الحرف لضعف الاعتماد على المخرج، وحروفه في جملة (فحثه شخص فسكت)، والجهر انحباس النفس عند نطق الحروف، وباقي الحروف تعتبر جهرية، مثل: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ).[٤٨] الشدة واللين والشدَّة هو جريان الصوت عند نطق الحرف لقوة الاعتماد على المخرج، وحروفه في جملة (أجد قط بكت)، واللين عدم جريان الصوت لشدة الاعتماد على المخرج، وحروفه سائر حروف اللغة العربية، ومثال الشدَّة على حرف الطاء في قول الله تعالى: (ثانِيَ عِطْفِهِ).[٤٩] الاستعلاء والاستفال الاستعلاء هو ارتفاع اللسان لأعلى الحنك عند نطق الحرف، والاستفال هو انخفاض اللسان عن الحنك عند نطق الحرف، وقد جاء ذكر حروفه في فصل التفخيم والترقيق، وهي (خ، ص، ض، غ، ط، ق، ظ). الإطباق والانفتاح الإطباق هو التصاق اللسان بالحنك العلوي عند نطق اللسان، وهو في حروف (ص، ض، ط، ظ)، والانفتاح هو ابتعاد اللسان عن الحنك العلوي عند نطق الحرف، وحروفه سائر الحروف، ومثال الإطباق في حرف الصاد في قول الله تعالى: (كهيعص).[٥٠] الإذلاق والإصمات الإذلاق هو خِفةّ خروج الحرف من مجراه؛ وذلك لخروجه من طرف اللسان أو الشفتين، أمّا الإصمات فهو الثِّقل عند النطق بالحرف بحيث يمتنع إفراد حروفه في الكلمة الرباعية والخماسية. أما الصفات التي لا ضدَّ لها فهي: الصفير هو ما يخرج مع نطق الحرف ويشبه صوت الطائر، وحروفه (س، ص، ز)، كالسين في قول الله تعالى: (عمَّ يتسألون).[٥١] القلقلة هو اضطراب يحدث عند النطق بالحرف ساكناً؛ لِشدَّته، وحروفه في كلمة: ( قطب جد)، ويقسم لقلقلة كبرى: وهي مجيىء حرف القلقلة في آخر الكلمة، مثل (قَرِيبٌ)، والقسم الثاني: هو القلقلة الصُغرى، ومعناها أنّ يأتي حرف القلقلة في ساكناً وسط الكلمة، مثل: (يَطْمَعُونَ). اللين هو إخراج الحرف بسهولةٍ من غير تكلُّف، وحرفيه الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما، مثل: (خَوْفٌ ). الانحراف هو ميل الحرف عن مخرجه بحيث يتصل بمخرج غيره، وهذه الصفة تنطبق على حرفي: (ل، ز). التكرار وتأتي هذه الصفة في الللسان عندما يرتجف عند نُطق الحرف، وهي في حرف واحد وهو الراء، وجاء الذكر لهذه الصفة ليتجنبها القارئ. التفشّي وهي أن ينتشر الهواء في الفم عند نطق بالحرف لرخاوتها، وحرفها الشين، مثال: (اشتروا الضلالة).[٥٢] الاستطالة وهي أنّ يمتدَ الصوت من أوّل إحدى حافتي اللسان حتَّى آخرها، وذلك عند النطق بالحرف، وهذا الحرف الوحيد هو الضاد. أحكام السكتات السكت في اللغة هو الصمّت، أمّا اصطلاحاً فهو قطع الصوت على آخر الكلمة من غير تنفس بمقدار حركتين، وفي قراءة حفص مقدار هذه السكتات هي أربعة، وهي:[٥٣] في كلمة عوجاً من قول الله -تعالى-: (الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي أَنزَلَ عَلى عَبدِهِ الكِتابَ وَلَم يَجعَل لَهُ عِوَجًا ).[٥٤] في كلمة مرقدنا من قول الله -تعالى-: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَـذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ).[٥٥] وفي السكت الجائز ما يأتي: في حرف مَن في قول الله -تعالى-: (وَقِيلَ مَنْ رَاق).[٥٦] وفي بل من قول الله -تعالى-: ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ).[٥٧] ويجوز السكت وعدمه في سورة الحاقة عند كلمة (ماليه) في قول الله -تعالى-: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ


الأربعاء، 29 يناير 2025

التصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله قولا وعملا وعقيدة

  الشق الأول: فهو الإيمان الحق:

وتعريفه: هو التصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله قولا وعملا وعقيدة، هذا هو الإيمان الحق: التصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله وبكل ما شرعه الله لعباده من قول وعمل وعقيدة، هذا هو الإيمان الحق.

ودل على ذلك آيات كثيرات من كتاب الله عز وجل منها قوله جل وعلا: الم ۝ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة:1-5]، وقوله جل وعلا: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177].

فبين جل وعلا في هذه الآية الكريمة صفات المؤمنين، وبين المؤمن حقا وأنه من آمن بالله وملائكته إلى آخره، كما بين في الآيات السابقات في أول البقرة أن المتقين هم أهل الإيمان بالله واليوم الآخر، هم أهل الإيمان بالآخرة والإيمان بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام، والإيمان بما أنزل على من قبله مع إقامتهم الصلاة، ومع أدائهم الزكاة ومع إيمانهم بالغيب، والإيمان بالغيب وبما أنزل الله على النبي ﷺ، وبما أنزل على الأنبياء، مع العمل هذا هو الإيمان الحق، الذي تطابق فيه القلب واللسان، وتنقاد له الجوارح هذا هو الإيمان الحق، ولهذا قال في أهله: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة:5].

فالمعنى أن هؤلاء قد ثبتوا على الهدى واستقروا عليه، ووفقهم الله للفلاح بإيمانهم الصادق، وعملهم الصالح وقولهم بالألسنة ما يطابق القلوب، وما تصدقه الأعمال، وهكذا قوله جل وعلا: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ المعنى ولكن من البر: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ آمن بقلبه وصدق بالعمل وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا إذا عاهدوا صدقوا وهم يؤمنون قولا وعملا وعقيدة وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ هذا من عمل القلب وتصدقه الجوارح، فصبر القلب الصادق تصدقه الجوارح، ويصدقه الكلام: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ البأساء هي الفقر والحاجة، والضراء هي الأمراض والجراح، وَحِينَ الْبَأْسِ حين الحرب ولقاء الأعداء، هؤلاء المؤمنون صبر في البأساء والضراء، في الشدة والرخاء وفي حال لقاء الأعداء.

هذا من دلائل صحة الإيمان، وأن إيمانه حق ليس كإيمان المنافقين الذين يقولون بالألسنة ما ليس في القلوب ولهذا قال بعد ذلك في تمام الآية: أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177] هؤلاء الذين قالوا وعملوا وكذبوا بالظنون، هم أهل الصدق وهم أهل التقوى وهم أهل الإيمان، فالإيمان الحق عقيدة يصدقها اللسان، وتصدقها الجوارح وذلك هو الإيمان بالله، وبرسله وبكتبه وبالملائكة وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، هذه أصوله، وهذه أركانه، وهذه منازله ومبانيه كما جاء في الحديث الشريف، حديث عمر ، حين سأل جبرائيل نبينا عليه الصلاة والسلام عن الإيمان، فقال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره[1]، وهذه الستة هي أصول الإيمان ومبانيه، وعليها مداره ويتبعها التصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله من فروع الإيمان بالله، ومن تحقيق الإيمان بالله الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، من الجنة والنار والحساب والجزاء وأخبار الرسل الماضين وما جرى عليهم وما جرى لأممهم، وما يكون يوم القيامة، إلى غير ذلك كله داخل في الإيمان، وهكذا تفاصيل الإيمان بالرسل والملائكة، واليوم الآخر كله داخل في الإيمان.

وهكذا الإيمان بالقدر يشمل أمورا أربعة: يشمل الإيمان بعلم الله بما يقع في العالم من خير وشر، ومن ظهور ممالك وسقوط أخرى، ومن آجال وأرزاق، ومن أعمال وصحة وأمراض وغير ذلك، فهو يعلم كل شيء : لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق:12] إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنفال:75].

الأمر الثاني: أنه كتب كل شيء ، كما قال : أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج:70]، وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22].

والأمر الثالث: أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ويدل على هذا آيات كثيرات كما قال جل وعلا: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ۝ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29]، وقال : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ[الأنعام:112] وقال جل وعلا: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جميعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [يونس:99]، وقال : فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ۝ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [المدثر:55، 56].

والأمر الرابع: خلقه للأشياء وإيجاده لها، بمحض مشيئته وقدرته الكاملة ، وعلمه التام كما قال : اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر:62]، وقال سبحانه: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر:3].

وهذه الأربعة: هي خلاصة الإيمان بالقدر، ومجموع قدرات الإنسان أن تؤمن بأن الله علم الأشياء كلها، من أعمال وآجال وأرزاق وغير ذلك، وكتب ذلك عنده ، وأنه سبحانه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه على كل شيء قدير، وأنه الخلاق العليم، ليس هناك خالق سواه .

فالإيمان بهذه الأصول الستة هو: أصل الإيمان بما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام، من شرائع وأخبار وعلى رأسهم إمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، فالإيمان الحق والإيمان الصادق هو الإيمان بهذه الأصول الستة، والإيمان بما يلتحق بها من كل ما أخبر الله به ورسوله، مما كان وما سيكون في آخر الزمان، وفي يوم القيامة وفي الجنة والنار وغير ذلك، ويلتحق بذلك أيضًا الإيمان بكل ما شرعه الله ورسوله من أعمال وأقوال وعقائد، كله داخل في الإيمان الصادق الحق.

وهذا يوجب على العبد أن يستقيم على أمر الله، وأن يحاسب نفسه ويجاهدها لله، حتى يؤدي ما أوجب الله على بصيرة، وحتى يدع ما حرم الله على بصيرة، وحتى يصدق بكل ما أخبر الله به ورسوله عن علم وهدى وبصيرة، وهذا الإيمان الحق يزيد وينقص عند أهل السنة والجماعة، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي؛ وقد جاء في السنة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ما يدل على أن كل ما أخبر الله به ورسوله، وكل ما شرعه الله يسمى إيمانا لما تقدم، من هذا قوله عليه الصلاة والسلام في حديث وفد عبدالقيس في الصحيحين من حديث ابن عباس قال: آمركم بالإيمان بالله، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم[2] فسمي هذه إيمانا فدل ذلك على أن الإيمان يطلق على العمل، كما يطلق على التصديق بالقول، وكما يطلق على التصديق باللسان، وجاء أيضًا عنه عليه الصلاة والسلام في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام: الإيمان بضع وستون شعبة[3]، وفي لفظ مسلم: بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان[4].

فسمى جميع أعمال الدين إيمانا ومن جملتها الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، سمي ذلك إيمانا في قوله: فأفضلها قول لا إله إلا الله مع الشهادة أن محمدًا رسول الله؛ لأن هاتين الشهادتين لا تغني إحداهما عن الأخرى، ولا تنفك إحداهما عن الأخرى بل لا بد منهما جميعًا، فلا إسلام ولا إيمان إلا بهما جميعًا، وجعل جميع ما شرعه الله إيمانا؟ فدل ذلك على أن الإيمان يطلق على ما يكون في القلب، وعلى ما تقوم به الجوارح، وعلى ما ينطق به اللسان مما شرعه الله ورسوله، وكذلك سمى إماطة الأذى عن الطريق إيمانا وهي من أعمال الجوارح، وسمى الحياء إيمانا وهو من أعمال القلب.

فدل ذلك على أن ما يقوم به الإنسان مما شرعه الله، وأن تصديقه بما أخبر به الله ورسوله، كله يسمى إيمانا، كما أن أعماله الشرعية من صلاة وصوم وحج، وزكاة وجهاد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، كله يسمى إيمانا، وهكذا أقواله من قراءة أو من أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، وأذكار ودعائه الله ، كل ذلك يسمى إيمانا، فالإيمان الحق هو الذي يتطابق فيه القلب واللسان والجوارح على ما شرعه الله ، وعلى ما أخبر الله به ورسوله، يسمى إيمانا.

ويسمى إيمانا حقا؛ لأنه تطابق فيه القلب واللسان، وصدقت به الجوارح، هذا هو الإيمان الحق الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب وجاء به كتاب الله القرآن الكريم، وجاءت به سنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

وضد ذلك الإيمان الباطل، الإيمان الكاذب، وهو الإيمان باللسان دون القلب، وهو إيمان أهل النفاق، فإنهم يقولون بالألسنة ما ليس في القلوب، وبالأفواه ما ليس في الضمائر.

هؤلاء هم أهل النفاق الذين كذبوا بقلوبهم، وصدقوا بالألسنة مجاملة ومراعاة لحاجاتهم الحاضرة، ومقاصدهم الدنيوية كما قال  في كتابه الكريم: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۝ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [آل عمران:165-167] ، وقال : سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [الفتح:11].

هذه حال المنافقين يقولون بالأفواه ما ليس في القلوب؛ لأنهم مكذبون بقلوبهم، غير مصدقين بنبينا محمد ﷺ، وغير مؤمنين بكتاب الله ، فهم كاذبون في دعوى الإيمان، غير صادقين، ولهذا قال الله سبحانه عنهم: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ۝ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ۝ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة:8-10]، وقال : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ [النساء:142-143] ليس عندهم إيمان، عندهم التردد، وعندهم الكذب وعندهم الشك والريب، هذه حال المنافقين، وهذا إيمانهم الكاذب الذي بينه الله عنهم جل وعلا، وأنهم يدعونه باللسان ويخالفونه بالأعمال والقلوب، فالمؤمن الصادق هو الذي آمن بالله حقا، وآمن بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، مما دل عليه كتاب الله عز وجل: من أقوال وأعمال وعقائد، وطابق ما في قلبه ما قاله لسانه، وما عملت به جوارحه، هكذا الإيمان الصادق، هكذا الإيمان الحق، الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب وعلق عليه السعادة والكرامة في الدنيا والآخرة قال جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ۝ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:71، 72]

هذا هو الإيمان الصادق، وعد الله أهله بالرحمة والجنة والكرامة، وقال : فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [التغابن:8]. في آيات كثيرات كلها تدل على وجوب الإيمان كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء:136].

فالإيمان الحق يتضمن الإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كما تقدم، وتقدم أن هذه الستة هي أصول الإيمان وهي أركانه ومبانيه، ويلتحق بها ويتفرع عنها الإيمان بكل ما فرضه الله ورسوله، فإن ذلك داخل في الإيمان بالله، ويدخل في ذلك أيضًا كل ما يتعلق بأخبار الآخرة، وأخبار الجنة والنار، وأخبار الحساب والجزاء، كله داخل في الإيمان باليوم الآخر، ويتعلق بذلك أيضًا كل ما يتعلق بالقدر، وفيه قدر كل ما هو داخل في القدر، وكل ما يتعلق بالإيمان بما يكون في آخر الزمان، وما مر به الزمان، كله داخل في الإيمان بالله ، وإذا صدق المرء بلسانه وقلبه، وصدق بجوارحه فهو المؤمن حقا، وهو الإيمان الذي درج عليه صحابة النبي ﷺ وأتباعهم بإحسان، وهو يزيد وينقص، يزيد بالأعمال الصالحات، من صلاة وصوم وجهاد، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وصدقات وقراءة قرآن وأذكار، ودعوة إلى الله إلى غير ذلك، وينقص بالمعاصي والمخالفات، ينقص بذلك كما قال النبي ﷺ: لا يزني الزاني حين يزني وهي مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، حين ينتهبها وهو مؤمن[5] متفق عليه. وفي رواية لمسلم: وإن وصلى وصام وزعم أنه مسلم[6].

وهذا يدل على أن الإيمان يرتفع بهذه المعاصي الكبيرة، ويبقى أصله فقط، وأن أصله باق مع المسلم، لكن كماله وتمامه يرتفع بهذه الكبائر: كالزنا والسرقة وشرب الخمر، وأكل أموال الناس ونحو ذلك؛ لأن هذا ينافي الإيمان الواجب، ويرتفع الإيمان الواجب الذي يمنعه مما حرم الله، ومن كون إيمانه كاملا، ومن كون إيمانه الواجب حاضرا: لمنعه من هذه المعاصي، ومن هذه الكبائر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.

فدل ذلك على أن الإيمان يضعف وينقص، حتى لا يمنع من الزنا، وحتى لا يمنع من شرب الخمر، وحتى لا يمنع من السرقة، وحتى لا يمنع من أكل أموال الناس، في ضعفه وما خالطه من شهوة جامحة، ورغبة في الدنيا وشهواتها، ومن موافقة النفس وهواها، على الوقوع فيما حرم الله عز وجل، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة، ليس المعنى أنه يكفر كما تقول الخوارج، لا ولكنه يرتفع منه الإيمان الكامل، ويرتفع منه الإيمان الواجب، ويبقى معه أصل الإيمان الذي كان به مسلما، فيرتفع هذا الإيمان الواجب، ويزول هذا الإيمان الواجب بما يفعل من الفواحش والمنكرات، وإذا تاب ورجع تاب الله عليه، ورجع إليه إيمانه الواجب الكامل، ويدل على هذا أنه عليه الصلاة والسلام لم يحكم على الزاني بالردة، ولا على السارق بالردة فيقتل، ولا على شارب الخمر بالردة فيقتل، فقد جاء في هذا حدود: فالزاني يرجم إن كان محصنا، ويجلد إن كان غير محصن مائة جلدة ويغرب عاما، ولو كان الزنا ردة وكفرا لقتل؛ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: من بدل دينه فاقتلوه[7]، وهكذا السارق تقطع يده ولا يقتل، فدل ذلك على أن إسلامه باق، وأن أصل إيمانه باق، ولكنه أتى جريمة أوجبت قطع يده، تعزيرا وتنكيلا وردعا عن هذه المنكرات، وهكذا شارب الخمر لم يأمر بقتله، بل أمر أن يجلد، فدل ذلك على أن شرب الخمر لا ينافي الإيمان بالكلية، ولكن ينافي كماله وينافي الإيمان الواجب، ويبقى معه أصل الإيمان، الذي به صح إسلامه، ولهذا لم يؤمر بقتل من شرب الخمر، بل يحد حده الشرعي، وهو الجلد بأربعين جلدة، أو ثمانين جلدة، كما رأى عمر رضي الله عنه وأرضاه، وتبعه أهل العلم في ذلك.

وهكذا الغاصب للأموال لا يقتل ولكن يعزر، ويؤدب ويردع بما يراه ولي الأمر: من جلد وسجن ونحو ذلك، حتى يرتدع عن أموال الناس، وهكذا المحارب الذي يحارب، ويقطع الطريق، فإنه لا يكون مرتدا إذا لم يستحل ذلك، ولكنه يكون ناقص الإيمان، وضعيف الإيمان، ويستحق أن يعاقب بما شرع الله عقوبته، من قتل وصلب وتقطيع الأيدي والأرجل، والنفي من الأرض.

وبهذا تعلم أن الإيمان الحق، وأن الإيمان الصادق، هو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، والإيمان بكل ما شرعه الله ورسوله من قول وعمل وعقيدة، وأنه يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، كما قال أصحاب السنة والجماعة، وهم أصحاب النبي ﷺ ومن تبعهم بإحسان، إذا أطعنا واستقمنا زاد الإيمان، وإذا عصينا وضيعنا نقص الإيمان، كما سمعت في الدلائل، كما قال جل وعلا: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]. في آيات كثيرات، وقد سمعت الحديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن الحديث.

فعلم بذلك أن الإيمان يزداد بالطاعات، وينقص بالمعاصي والمخالفات، وهو قول وعمل وعقيدة، هكذا قال أهل السنة والجماعة، وهكذا دل كتاب الله، ودلت سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، أنه قول وعمل وعقيدة، وبعبارة أخرى أنه التصديق باللسان، والعمل بالجوارح، والتصديق بالجنان، هكذا الإيمان الصادق: قول وعمل يطابقان ما في قلبك من الإيمان بالله ورسوله، ومن الإيمان بكل ما شرعه الله ورسوله، وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، خلافا للخوارج والمعتزلة فإنهم قالوا: لا يزيد ولا ينقص، فإما أن يوجد مرة، وإما أن يزول كله، وعندهم الزاني والسارق ونحوهما قد خرجا من الإيمان، وصارا إلى الكفر والضلال عند الخوارج، وصارا في منزلة بين منزلتين عند المعتزلة، واتفقوا جميعًا على أنه في النار مخلد فيها كسائر الكفار، وهذا قول باطل من قول الخوارج والمعتزلة.

أما أهل السنة والجماعة فيقولون: إنه ناقص الإيمان، وإنه ضعيف الإيمان، ولم يخرج من الإيمان بالكلية، بل إيمانه ناقص، وإيمانه ضعيف، وليس من الكفار وليس مخلدا في النار، إذا فعل ذلك عن شهوة، وغلبة في هواه، لا عن تكذيب، ولا عن استحلال، فإنه يكون ضعيف الإيمان، وله حكم أهل الإسلام، وهو مؤمن بالجنة، وإن جرى عليه ما يجري من عقاب يوم القيامة، ومن تعذيب بأسباب أعماله السيئة، فإن مصيره إلى الجنة ولا يخلد في النار أبدا، وإنما يخلدون في النار الكفار بالله والمنافقين، المنافقون النفاق الأكبر، هؤلاء هم الذين يخلدون في النار، أما العصاة فمن دخلها منهم فهو مؤمن مسلم، موحد لم يستحل المعاصي وإنما فعلها لهوى وشهوة، وطمع ونحو ذلك، فهذا لا يخلد في النار، إذا دخلها فهو مؤمن ناقص الإيمان، مسلم ضعيف الإيمان، إذا دخل النار بمشيئة الله فإنه لا يخلد، وقد يعفى عنه ولا يخلد في النار؛ لأن ما دون الشرك تحت مشيئة الله : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فهو  حكم على أهل الشرك بأنه لا يغفر لهم إذا ماتوا عليه، أما العصاة فإنهم تحت مشيئة الله سبحانه، بإسلامهم وأعمالهم الصالحة، وإن شاء عذبهم على قدر جرائمهم التي ماتوا عليها غير تائبين: من زنا أو سرقة أو غير ذلك، ومآلهم بعد التطهير والتمحيص إلى الجنة، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، مثقال ذرة من إيمان، مثقال دينار من إيمان، إلى غير ذلك.

هذه النصوص المتواترة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام تدل على أن العاصي لا يخلد في النار، ولكنه يعذب إذا دخلها، يعذب بما شاء على قدر المعاصي التي مات عليها غير تائب، ثم بعد تطهيره وتنقيته من الخبث يخرجه الله من النار إلى نهر الحياة كما جاء في هذه النصوص عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وينبتون في النهر كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم بعد أن يستتم خلقه يدخله الله الجنة برحمته .

وبهذا علمنا الإيمان الصادق الحق، وعلمنا الإيمان الكاذب، فالإيمان الصادق هو الذي فيه تطابق القلب واللسان، وتصديق الجوارح وأنه يزيد وينقص ويضعف ويقوى، وأن العصاة وإن كانوا دخلوا في الإيمان الصادق، وهم من أهله لكن العاصي ينقص إيمانه، ويضعف إيمانه بقدر معاصيه التي اقترفها، ومن أدى الواجبات وتباعد عن المحرمات؛ كمل إيمانه، ومن توسع في الطاعات والأعمال الصالحات، كان من السابقين المقربين وكانت منزلته أعلى من غيره.

وبهذا يعلم حقيقة الإيمان الصادق، وحقيقة أعمال أهله، وأنهم هم الصفوة، وهم خلاصة هذه الأمة، الذين صدقوا في اتباع الرسول ﷺ، واستقاموا على طريقه: قولا وعملا وعقيدة.

هؤلاء هم أهل الإيمان الحق، وهم أهل الإيمان الصادق، وإن جرى منهم شيء من السيئات والمعاصي، كان بذلك إيمانهم ضعيفا، وكان إيمانهم بذلك ناقصا، فعليهم أن يحققوا إيمانهم بالتوبة الصادقة، وبالرجوع إلى الله والإنابة إليه، وباتباع التوبة بالعمل الصالح، وبهذا يعود إليهم إيمانهم، وكمال إيمانهم بالتوبة الصادقة، والعمل الصالح.

أما صفات المؤمنين، فكثيرة قد أشار إليها سبحانه مجملة ومفصلة، في قوله : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71] هذه من صفات أهل الإيمان التفصيلية.

أما القولية فيما بينهم: فيتحابون في الله، ينصح بعضهم بعضا، ويوالي بعضهم بعضا، لا يخذل بعضهم بعضا، ولا يفسد بعضهم بعضا، ولا يسب بعضهم بعضا، متوائمين فيما بينهم، يتحابون في الله، ويتواصون بالحق والصبر عليه، ويتعاونون على البر والتقوى، أينما كانوا لا غش ولا حقد، ولا حسد بينهم ولا غير ذلك، مما حرم الله، وإذا وجدت من نفسك أيها المسلم شيئًا من هذه المعاصي، فاعرف أن هذا نقص في إيمانك، ونقص في دينك، وضعف في إيمانك، وأنك بهذا خرجت عن كمال الإيمان، وعن تمام الإيمان، إلى ما آلت إليه، وإلى ما أنت صرت إليه من نقص وضعف بسبب المعاصي التي أقدمت عليها.

ومن صفاتهم أنهم يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، هذه من صفات أهل الإيمان، ومن صفاتهم ما قاله الرسول ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. وشبك بين أصابعه[8]، فهم يتعاونون ويدعم بعضهم بعضا، ويعين بعضهم بعضا على الخير، ومن صفاتهم قوله عليه الصلاة والسلام: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه[9]. فمن صفاته أنه كامل النصيحة، كامل المحبة لأخيه، يحب لأخيه كل خير، ويكره له كل شر، ومن صفاتهم ما جاء في الحديث الصحيح: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى[10].

كل هذا من صفات أهل الإيمان، ومن صفاتهم ما دل عليه قوله جل وعلا: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۝ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4]، هذه من صفاتهم العظيمة.

ومن صفاتهم العظيمة أيضًا أنهم عند ذكر الله توجل القلوب، وعند تلاوة كتابه يزداد إيمانهم، وعلى ربهم يتوكلون في كل أمورهم، عليه يعتمدون مع الأخذ بالأسباب، ومع الأخذ بالأعمال التي شرعها الله لتمام التوكل، فمن تمام التوكل الأخذ بالأسباب، والأخذ بالأعمال فلا توكل إلا بأسباب، ولا أسباب إلا بتوكل، فالمؤمن يجمع بينهما: يعتمد على الله، بقلبه ويفوض إليه  أموره، مع أخذه بالأسباب، مع تعاطي أسباب الجنة والبعد عن أسباب النار، ومع الأخذ بالأسباب الشرعية في كسب وطلب الحلال، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك، فهم في إيمانهم صادقون صابرون، وعلى ربهم يتوكلون وبالأعمال الصالحة يأخذون، وعليها يعتمدون، وبترك الأعمال السيئة يعتمدون أيضًا، ويواظبون ويحافظون، وهكذا يأخذون بكل ما شرع الله، وبكل ما أباح الله من الأسباب فلا يضيعونها، فالتوكل من دون أسباب عجز أيضًا، والأسباب من دون توكل عجز أيضًا، فالتوكل الصادق الذي شرعه الله لعباده، الذي يجمع بين الأمرين: بين الاعتماد على الله، وبين الأخذ بالأسباب، والأعمال التي شرعها الله وأمر بها .

ومما ورد في صفات المؤمنين قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، أن النبي ﷺ قال: المسلم أخو المسلم لا يبغضه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة[11].

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والآيات كثيرة، ويكفينا ما أشرنا إليه من آيات وأحاديث في بيان صفات المؤمنين وأخلاقهم وأعمالهم الطيبة، وفي بيان الإيمان الحق الذي رضي الله على أهله، ومدحهم ووعدهم الجنة والكرامة، والإيمان الباطل الكاذب الذي ذم الله أهله، وعابهم ووصفهم بالنفاق ووعدهم عليه بالدرك الأسفل من النار.

وبهذا علمنا الإيمان الصادق الإيمان الحق، وأعمال أهله وصفاتهم، وعلمنا الإيمان الباطل الكاذب، وصفات أهله وأنهم أهل النفاق، وأهل الكذب والخيانة والغش والخداع.

نسأل الله العافية من صفاتهم وأخلاقهم، ونسأله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يحقق إيماننا جميعًا، وأن يوفقنا للصدق في القول والعمل، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان[12].


السيرة المحمديه

 

كان حال العرب في الجاهلية قبل الإسلام يُرثى له، حيث انتشرت العديد من العادات الذميمة والأعراف القبيحة بين أفراد المجتمع كتجارة الرقيق والزنا والمعاملة الدونية للمرأة، فبُعِث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لنشر الرسالة التي أوكلها الله إياه، وكان له الفضل في هداية الأمة ونقلها من الكفر والعبودية إلى الإسلام،


وقد مرت الدعوة بالعديد من المراحل السرية والجهرية، كما أوذي الرسول صلى الله عليه وسلم حتى هاجر من مكة مكان ولادته، لكن ذلك لم يزده صلى الله عليه وسلم إلا إصرارًا فنشر الدعوة خارج مكة وأسلمت الكثير من القبائل العربية حينها، ثم وافته المنية في المدينة تاركًا سنته العطرة للأمة الإسلامية ووصايا عظيمة للبشرية.

ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

ولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وخاتم النبيين في مكة المكرمة في شعب أبي طالب في يوم الإثنين، في الثاني عشر من شهر ربيع الأول, ويوافق ذلك في التاريخ الميلادي الثاني والعشرين من شهر إبريل لعام خمسمئة وواحدٍ وسبعين للميلاد، وكان ذلك بعد خمسين يومًا من الفيل.

ما قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

حرب الفجار

حرب الفِجَار هي إحدى حروب العرب في الجاهلية، حصلت بين قبيلة كنانة وبين قبائل قيس عيلان، وقد سميت بحرب الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم (شهر رجب) والتي حرّم الله فيها القتال.

حلف الفضول

معاهدة أو اتفاق نشأ قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بين بنو هاشم وبنو تيم وبنو زهرة، تعاهدوا فيه على الدفاع عن أي مظلوم في مكة، وقد شهد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في العشرين من عمره، وكان سبب إنشاء الحلف خلاف حصل بين رجلين في مكة على تجارة بينهم.

تجديد بناء الكعبة وقضية التحكيم

قررت قريش إعادة بناء الكعبة بعد تصدع جدرانها، وعملوا على جمع المال لبنائها، واتفقوا على ألا يدخِلوا في بنائها إلا مالًا حلالاً، وأثناء بنائهم للكعبة خصصوا لكل قبيلة بناء جزءٍ منها، فجمعت كل قبيلة الحجارة على حدة وأخذوا يبنونها معًا، وحينما وصلوا إلى مرحلة وضع الحجر الأسود، اختلفوا فيمن يحظى بشرف وضع الحجر الأسود في مكانه، فوقع الاختيار على الرسول صلى الله عليه وسلم في التحكيم بينهم، وبعدها طلب الرسول صلى الله عليه وسلم رداءً فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه وأخذه الرسول بيده ووضعه في مكانه، وبذلك تم حل النزاع الواقع بينهم.

نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم

تعددت صور نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء السيرة النبوية، في البداية كان الوحي يأتي إلى الرسول في منامه، وبعدها بهيئة رجل وبعدها بصورة ملائكة كما حدث في ليلة الإسراء والمعراج.

مراحل الدعوة الإسلامية

الدعوة السرية

بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة السرية التي أمره الله بها فبدأ بدعوة أهل بيته ثم الأقربين فالأقربين، وكان ذلك دون علم قريش وأسلم حينها أربعين شخصًا، بينهم زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد و أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب، استمر الرسول في الدعوة بشكل سري مدة ثلاث سنوات إلى حين الإذن من الله بالجهر بها.

الدعوة الجهرية

انتقلت الدعوة من المرحلة السرية إلى المرحلة الجهرية، وبعد عِلم قريش بانتشار الدعوة تصدت قريش لها بكافة الأساليب مع تهديد وإيذاء وضرب الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الرسول لم يكترث لأفعالهم واستمر بنشر الدعوة.

خروج الرسول إلى الطائف

بعد وفاة السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول وأبي طالب عم الرسول في مكة، بدأ الرسول بنشر الدعوة خارج مكة، فذهب إلى الطائف برفقة زيد بن حارثة، في شهر شوال من السنة العاشرة للبعثة، وعمل على نشر الإسلام هناك إلا أنهم صدوه ورفضوا دعوته ورموه بالحجارة.

معاناة الرسول في تبليغ الرسالة

عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش وإيذائهم أثناء الدعوة إلى دين الإسلام، فقد تعرض له المشركين بصور متعددة من الأذى، فقد خطط المشركين لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة لكن الله كان ينجيه مع كل محاولة، وقد رمى المشركين أيضا على الرسول الحجارة بهدف إرغامه على التوقف عن الدعوة، رافق ذلك الاستهزاء والسخرية من الرسول وتوجيه الاتهامات الباطلة له كالسحر والكهانة، كما قاموا بتكذيبه أثناء دعوتهم للإسلام.

ليلة الإسراء والمعراج

معجزة الإسراء والمعراج من أشهر المعجزات التي حدثت مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أكرم الله تعالى نبيه في تلك الليلة بعد عام الحزن وبعد الأذى الشديد الذي لاقاه الرسول من المشركين، والتي يُرجح أنها كانت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في العام العاشر من البعثة النبوية، أسرى الله تعالى بنبيه من مكة المكرمة إلى بيت المقدس راكبًا على دابة تسمى البُراق بصحبة جبريل عليه السلام ،ثم أُعرج به إلى السماء السابعة وبعدها رُفِع إلى سدرة المنتهى وإلى البيت المعمور.

الأذى والتعذيب الذي تعرض له الصحابة

ظل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس في مكة سرًا وجهرًا، وكان الرسول يقيم في مكة في حماية عمه أبي طالب، لكن الصحابة تعرضوا للتعذيب والاضطهاد الشديد من قبل قريش، ورغم كل العذاب الذي تعرضوا له ظلوا صابرين ثابتين على دينهم أمثال بلال بن رباح و الزبير بن العوام وعمار بن ياسر وأمه سمية رضي الله عنهم جميعًا.

الهجرة إلى الحبشة

أسباب الهجرة إلى الحبشة

بذلت قريش كل الجهود لإيقاف انتشار الدعوة المحمدية، وبسبب استمرار الرسول والصحابة رضوان الله عليهم في نشر الإسلام، بدأت قريش بتعذيب المسلمين أشد العذاب لكن جاء الإذن الإلهي بهجرتهم من مكة، بهدف الحفاظ على دينهم وعلى الدعوة من الضياع.

الهجرة الأولى إلى الحبشة

هاجر بعض المسلمين من مكة إلى بلاد الحبشة بعد التعذيب الذي تعرضوا له من قبل قريش في مكة، باقتراح من الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة من البعثة، لأن فيها ملك عادل لا يقبل الظلم على أحد، وكان عدد المهاجرين فيها عشرة رجال وأربع نسوة.

الهجرة الثانية إلى الحبشة

اقترح الرسول صلى الله عليه وسلم على المؤمنين الهجرة مجددًا إلى الحبشة، بعد اشتداد العذاب على المسلمين من قريش، فهاجر حينها من الرجال ثلاثة وثمانون رجلاً، وثماني عشرة أو تسع عشرة امرأة.

نتائج الهجرة إلى الحبشة

من أبرز نتائج هجرة المسلمين إلى الحبشة كانت نشر الدين الإسلامي في مكان خارج مكة، كما ساعدتهم على المحافظة على دينهم والتمسك به أكثر والابتعاد عن الظلم الذي كانوا يعانون منه في مكة.

الهجرة إلى المدينة المنورة

قرر الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة برفقة أبي بكر الصديق، واختار النبي طريقًا معاكسة لكي لا يعثر عليه المشركون ونزل في غار ثور، وفي نفس الوقت خرج المشركون للبحث عن الرسول ووصلوا إلى الغار فقامت العنكبوت بنسج خيوطها على واجهة الغار بأمرٍ من الله، وبذلك لم يتمكن المشركين من العثور على الرسول، ووصل الرسول وأبو بكر إلى المدينة في 12 من ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة.

بناء المساجد في المدينة المنورة

مسجد قبا

بعد هجرة الرسول إلى المدينة أمر ببناء مسجد قباء وشارك الرسول في بنائه، ويعد أول مسجد بُني في الإسلام، وقد بُني مسجد قباء على الأرض التي استقرت فيها ناقة النبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة، قادمًا من مكة.

المسجد النبوي الشريف

المسجد النبوي ثاني مسجد بني في الإسلام، وهو المسجد الذي بناه الرسول محمد مع أصحابه في المدينة المنورة بعد هجرته إلى المدينة بعد بناء مسجد قباء

مجتمع المدينة المنورة

كانت المدينة قبيل هجرة المسلمين إليها تضم العديد من الفئات وهم: قبائل الأوس والخزرج ولقبوا بـ الأنصار (بعد الهجرة)، حيث نصروا الرسول وأصحابه من المهاجرين، كما ضمت المدينة قبائل اليهود (بنو قريظة – بنو قينقاع – بنو النضير – غيرهم)، وبذلك ضم مجتمع المدينة المنورة في السيرة النبوية بعد الهجرة المسلمين (الأنصار والمهاجرين) واليهود.

قيادة المجتمع المسلم في المدينة المنورة

تميزت قيادة النبي صلى الله عليه وسلم للمجتمع المسلم بالحكمة والدقة، كما حرص على تطبيق مبدأ الشورى مع الصحابة في مختلف المواقف، كما عُرف الرسول بأخلاقه الرفيعة وحسن تعامله مع الناس، وظهرت مهارات الرسول في القيادة أثناء وجوده في المدينة، حيث عمل على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والتقريب بينهم وتعليمهم أخلاق وشرائع الإسلام، والمحافظة على حقوق اليهود عبر وثيقة المدينة.

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بعد هجرته إلى المدينة، حيث قدم الأنصار السكن والطعام للمهاجرين وشاركوا معهم أموالهم من أجل مساعدتهم بعد الهجرة، فآخى الرسول بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين عبيدة بن الحارث و بلال، وبين علي ونفسه صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وكان القصد منها تأسيس نظام اجتماعي يلغي الفوارق بين أفراد المجتمع واستبدالها بروابط جديدة تغير طريقة حياة المسلمين.

وثيقة المدينة المنورة

كتب الرسول صلى الله عليه وسلم قبل معركة بدر الكبرى، وثيقة بين المهاجرين والأنصار وبين اليهود، شملت الاتفاقية على العديد من البنود والتي تحفظ حقوق وواجبات الجميع بهدف تنظيم العلاقة فيما بين سكان المدينة.

ملخص أحداث السيرة النبوية بعد الهجرة

أوكل الله تعالى مهمة هداية البشرية إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ونقلها من عبادة الحجارة والأصنام إلى التوحيد والإيمان بالله تعالى، وبدأ صلى الله عليه وسلم بنشر رسالته ورأى الكثير من صنوف العذاب والأذى من قومه حتى هاجر إلى المدينة، وعَمِل الرسول على توحيد ومؤاخاة جميع المسلمين الذين تواجدوا في المدينة، ودافع الرسول وأصحابه عن الإسلام والمسلمين في العديد من الغزوات كـغزوة بدر الكبرى وقدموا الكثير من التضحيات في سبيل تبليغ الرسالة ونشر الدين الحق للعالم أجمع.

مراحل الإذن بالقتال للمسلمين

المرحلة المكية:

حينما بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة، تصدى له أهل قريش وحاولوا إيقاف الدعوة بشتى الأساليب، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان صابرًا محتسبًا، حيث أمره الله بكف الأيدي والعفو والصفح في مرحلة الدعوة المكية من السيرة النبوية.

مرحلة الهجرة:

في هذه المرحلة أذن الله تعالى بهجرة الرسول وأصحابه من مكة إلى المدينة المنورة، بسبب ممارسة أقصى أنواع العذاب عليهم من قبل قريش.

مرحلة الإذن بالقتال:

بعد الاعتداء المتكرر الذي لاقاه المسلمين من المشركين، أذن الله تعالى للرسول والمؤمنين بالقتال في المدينة بعد الهجرة، وبذلك بدأت الغزوات في الإسلام.

غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

غزوة ودّان أو الأبواء

أولى الغزوات التي شارك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحدثت في العام الثاني للهجرة، وقعت بين المسلمين وقريش، لم يقع قتال في هذه الغزوة وتم توقيع معاهدة مع بني ضمرة، كان الهدف منها هو استكشاف الطرق المحيطة بالمدينة وعقد المعاهدات مع القبائل التي تسكن تلك المناطق وإشعار الكفار بأن المسلمين أقوياء.

غزوة العشيرة

هي إحدى الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم برفقة 150 مقاتلًا، وقعت في السنة الثانية للهجرة، كان الهدف منها الوصول إلى قافلة قريش واعتراض طريقها، وذلك لاسترداد جزء من أموال المسلمين التي استولى عليها كفار قريش عندما هاجر المسلمون من مكة، انتهت المعركة بتوقيع هدنة مع بني مولج دون حصول قتال فيها.

غزوة بدر الكبرى

حدثت غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية للهجرة، وهي أحد أبرز أحداث السيرة النبوية، وتعد من أكبر الغزوات التي قام بها المسلمون، انتصر فيها المسلمون على قريش، في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، وكان الهدف منها السيطرة على قافلة تجارية لقريش قادمة من بلاد الشام كان يقودها أبو سفيان.

غزوة أحد

تعد ثاني أكبر غزوة قام بها المسلمون بعد معركة بدر، قامت الغزوة في السنة الثالثة للهجرة، أي بعد عام من معركة بدر وكان هدف قريش منها الثأر ليوم بدر وهزيمة المسلمين، ولكنها انتهت بثبات المسلمين بعد ما أصابهم من قرح ومخالفة بعض الصحابة لأوامر الرسول.

غزوة حمراء الأسد

حدثت في السنة الثالثة للهجرة، وقعت بين المسلمين وقريش، كان الهدف مطاردة قريش ومنعها من العودة للقضاء على المسلمين بالمدينة ورفع الروح المعنوية للمسلمين بعد غزوة أحد، وانتهت المعركة بهروب قريش من المسلمين.

غزوة بني النضير

وقعت غزوة بني النضير في السنة الرابعة للهجرة، بين المسلمين ويهود بني النضير، بسبب نقضهم للعهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومحاولة قتله، وكان النصر حليف المسلمين في هذه الغزوة.

غزوة الخندق

حدثت غزوة الخندق في السنة الخامسة، وحفر المسلمون في هذه المعركة خندق طوله 3 كم للدفاع عن المدينة، وانتصر المؤمنون على المشركين في هذه المعركة العظيمة.

غزوة بني قريظة

حدثت في السنة الخامسة للهجرة بقيادة الرسول، وجاءت بهدف القضاء على يهود بني قريظة بسبب نقضهم العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ومساعدتهم الأحزاب في غزوة الخندق، وانتهت باستسلام بني قريظة بشرط تحكيم سعد بن معاذ فيما بينهم.

صلح الحديبية

عقد الصلح في العام السادس للهجرة بين المسلمين وقريش، وكان ذلك بعد خروج الرسول مع أصحابه إلى مكة متوجهًا إلى البيت الحرام للقيام بمناسك العمرة لكن قريش منعوهم من دخول مكة وجمعوا الجموع لصدهم، فقرر الرسول صلى الله عليه وسلم عقد الصلح معهم، حقنًا للدماء لمدة عشر سنوات، لكن الهدنة نُقِضَت فيما بعد نتيجة اعتداء بني بكر من كنانة على بني خزاعة.

غزوة الفتح

حدثت في السنة الثامنة للهجرة، وجاءت بسبب نقض قريش صلح الحديبية، واستطاع المسلمون من خلالها فتح مكة وضمها إلى دولة الإسلام، والقضاء على عبادة الأصنام فيها واعتنق الكثير من أهلها دين الإسلام.

غزوة حنين

حدثت بعد غزوة الفتح، في الثالث عشر من شهر شوال في السنة الثامنة للهجرة، بين قبيلتي هوزان وثقيف، كان سبب هذه الغزوة أن بعض القبائل القوية تحالفوا فيما بينهم وأعلنوا الحرب على المسلمين، وكان النصر حليف المسلمين في هذه الغزوة.

غزوة الطائف

وقعت في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة، بين المسلمين وقبيلة ثقيف وهوازن، كان هدفها فتح الطائف وملاحقة قوات هوازن وثقيف الهاربة من غزوة حنين الموجودة في الطائف، وانتهت الغزوة بفك الحصار الذي ضربه الرسول على المشركين في الطائف والذي دام أربعين يومًا.

غزوة تبوك

تعد آخر غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم في السيرة النبوية، كان هدفها قتال الروم ومن تحالف معهم لقتال المسلمين، وانتصر المسلمون فيها.

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

توفي النبي صلى الله عليه وسلم، في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة في المدينة المنورة، وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة وستين عامًا، بعد مرضٍ أصابه، وقد أوصى الرسول قبل وفاته، بالإحسان إلى الأنصار والتجاوز عنهم، وأوصى بالصلاة فقال: “الصلاةَ الصلاةَ، اتقوا اللهَ فيما ملكت أيمانُكم”، وهكذا انتهت السيرة النبوية العطرة بموته صلى الله عليه وسلم